كطفل كنت قريب من بيئة المزرعة فكان لجدي آنذاك نظام ندركه كأفراد للعائلة من حوله ولكن لايتقنه غيره. كان يبدأ يومه مع بزوغ الفجر وهذا كان أمر اعتيادي للمزارع غالباً. فيتضمن في مجمله مهام دورية بحسب طبيعتها فمنها اليومي ومنها الاسبوعي ( او كل عشرة ايام). مثل تفقد حالة الخضار في مراحل نموها وقطف الثمار للنخيل وغيرها، والتأكد من وصول الماء إلى أطراف حوض البرسيم. أما مهام حلب البقر وصناعة اللبن والزبدة والذي كان نظام عمل آخر تقوم به جدتي. هذه المهام كانت جزء من اسلوب حياتهم فهي تعد عملاً يومياً يقومون به بإحكام كل يوم. فحياة المزارع حينها كانت ترتبط بهذا الالتزام والاجادة في العمل بدون شك. لفت انتباهي ان نظام المزارع شي معروف بين الكثير ففي أحد المقابلات الشخصية التي أجريتها في شركتي لفت انتباهي أنه في مجمل الحديث عن المهام اليوميه والاسبوعية والشهرية دار الحديث عن كيف ان يوميات المسوق الموقن في عصرنا الحاضر في ظل اعتمادنا على الارقام والتقارير الدورية واللحظية منها، بات المسوق كالمزارع في روتينه اليومي الذي يبدأ بالتحقق من ارقامه و معطيات تحليل الصفحات والتطبيقات والرسائل ونتائجها. واجابات التساؤلات التي لاتنتهي، كم عميل جديد استحوذت عليه اليوم وكم منهم عاد للشراء من جديد. وماهو متوسط فاتورة الشراء وكم من منج تم شراؤه في المنطقة أ؟ وغيرها، فحقيقة هي لاتختلف كثيراً عما يقوم به المزارع من دورات تحقق يومي واسبوعي وشهري ايضاً . فبدونها لن يكون في المزرعة حياة ولن يكون لأداءك نتائج ملموسة.